الظهر
12:05
السبت 27 يونيه 2024 م

أطبــاق

   بواسطة : ركبان بن طاهر 2023-07-09

( أطبـــاق )

.../ مدخل

أطباق المعدة تقدم الكثير من الامراض والعلل ، واطباق الفكر تأخذك الى عالم الجنون إن لم تكن مُسبق التحصين الفكري ، أما اطباق القلوب ، فحتماً ستأخذك الى عالم الحياة الجميل ، حيث النكهة الفاخرة والمذاق الرائع ..

.../ الزبـدة

أن هناك الكثير من المواسم التي ينتعش فيها سوق الاطباق ، ويعلو ذكرها حتى يطبق الافاق ، وهي أشكال وألوان ، كما أنها أحجام ومقاسات ، وأهم شيء أن لها " مقامات " وهذه الصفة الاخيرة مُستمدة من مقام كل من / المُعطِي والمُعطَىٰ / ..!

... وإن كان أشهر " الاطباق " صيتاً ، وألذها طعماً هي تلك الاطباق التي تقدِم علينا وهي تتهادى خيلاءاً وتتمايلُ غنجاً ، وتتمخطر كبراً ، خارجة إلينا عبر أبواب " المطابخ " سواء أكانت المنزلية الخاصة ، أو الفندقية الفاخرة ، أو حتى عبر بوابة مطعم متردي أو بوفيه عفِنة .... مع علمي عن سابق خبرة عتيقة ، بأن اشدها جذباً وأكثرها دسماً هي تلك التي تتواجد على طاولة مطعم " البخاري " ويعرف ذلك جيداً ، كل من لم يستطع الباءة ....! خاصة من أصبح من المعمرين في شوارع " العزابية " ومقاهي البلوت والضومنة .

وقد تعجبت كثيرا لأرض بخارى التي أنجبت لنا ( بخاريان إثنان ) أحدهم متخصص في غذاء المعدة التي هي سبيل التخمة والخمول والكسل بل هي ( بيت الداء )، والاخر والمتخصص في غذاء الافهام والعقول التي هي سبيل الارتقاء بالانفس والسمو بالارواح حتى ، تبلغ بها معالي الدرجات / دنياً وآخرة / .

.. ولكن ذلك ليس كل الامر ، فلازال لدينا الكثير والكثير من الاطباق المتنوعة الاخرى ، والتي ليس لها أي علاقة بأطباق المطابخ ، ولا أطباق الكتب ـــ وإنما هي أشياء أخرى يمكن أن تصنفها في أي مجال يخطر على البال ... كالاطباق الفضائية الطائرة ، والاخرى المتمركزة على أسطح المنازل ــ وكل طبق لما فيه يفضحُ ــ .!

ولا يخلو جانب احدنا بصورة أو أخرى ، من أنه قد قدَم هو الى غيره ، أو قُدِم اليه من غيره " طبقاً " أياً كان نوعه ، أو المادة المقدمة من خلاله ،،،، فالاطباق نفسها قد تكون من ذهب ، وقد تكون من خشب ، وقد تكون من لحم ودم ، أو من شوك وقش ...! / أما ماتحتويه هذه الاطباق فهو مختلف جداً ، فمنها ما يحتوي على " العسل المصفى ، وأخر على السُم الزعاف " وأنت وحظك .!

../ وربما جرب الكثير منا التعامل مع الكثير من هذه الاطباق منها ماهو في العلن وعلى رؤوس الاشهاد ومنها ماهو خلف الكواليس وفي كهوف الريبة والانعزال ، ولكن أخطرها ذلك الذي يتم تمريره من تحت الطاولة ــ لا في السر ولا في العلن ، بل بين البين ، وهذا مثل " الكرات البينية" كلُ لاعبٍ يرمي باللوم على خوية .!

.../ مخـرج

بالنسبة لبعض ( النبلاء ) فإن أجل طبق تجده على موائدة “المادية والمعنوية” هو ذلك الذي يُقدم بنية طيبة وروح جميلة ، أما مايكون فيه أو عليه، فليس مهماً لأن الطيّب لا يقدم إلا طيباً والجميل لا يأتي إلا جميلاً .

*/ {طبق خاص جدا جدا}

... ليس لي كنز من ذهب  ولا ثروة في بنك 

ولكن لدي ــ نية أحسبها طيبة، ولا ازكي نفسي ...!

ــ وقد عجزتُ عن تقديم الدليل الواضح على نقاءها،لعدم مهارتي أو قدرتي على الإتيان بلوازم ( بعض ) الأمور.فخذها مني على " طبق من صدق " جعلني الله واياكم من أهل أطباق الجنة و( نادلاتها ) من الحور العين…-… وما ذلك على الله بعزيز.

وإن اعيا البعض أو صعب عليهم التسليم أنه لازال هناك أناسٌ أصحاب نوايا صافية واقوال صادقة ،، فعلى ما قال الاول ( خلوها في أمحـدبه ، والله لا يهينكم ...!)

……. اوران