الفجر
4:00
السبت 27 يونيه 2024 م

خروف العيد ..!

   بواسطة : ركبان بن طاهر 2023-07-02

__\__

إمتن الله الحكيم المنان ، بواسع رحمته وكريم فضله ، على ابينا ابراهيم وابنه اسماعيل عليهما السلام ، بعد إن إمتثلا لأمره سبحانه ، وذلك بأن افتدى اسماعيل بذبح عظيم ..!

ومضت سنة القربان في الاولين ، وكذلك سنة الاضحية ماضية في الآخرين الى أن يشاء الله ، تعبداً لله وتقرباً .

وفي هذا المنسك العظيم والعبادة المفروضة أتى من الناس من غالى فيها الى حد الاشراك بالله عز وجل فذبحوها للاولياء وقربوها للاضرحة ، ومن الناس من جافى بها وتجافى عنها حتى جعلها زينة مائدة زائلة ، أو وليمة عيد معتادة ، يخلو طقوسها من أي معانٍ ايمانية أو مشاعر روحانية ..! فالى الله نرد المشتكى ، ومنه نرتجي الهُدى .

وبين هذا وذاك خرج عن هذا المخلوق الرقيق في الناس مرويات ، وفشى فيهم تقليعات ، فأخذت من مسمى الخروف ترويسات لمراسيمهم ، ومن ظهره وصفات لعللهم ، ومن صوفه مفارشاً لمقاعدهم ، ومن جلده أقنعة لخباياهم ، وحتى لونه له ميزة في طرد أهل الرماده من حول الكانون ، واصبح هذا الخروف مطارداً في اصقاع الارض ومشردا على تلال الجبال ، إن ظفروا منه بقطعة من لحم الكتف أو غرفة من مرقة الرقبة ، قالوا في تفاخر واستعلاء ( طلي ما في عيونه إلا الماء ) وإن عز عليهم الامساك برجله أو القبض على خشمه ، قالوا في خجل وإنكسار ( الاسعار نار ، وصار الواحد يشوف الضيف ويعطيه مقفاه )..!

وفي عرف العقلاء ودين السماحة ، كل ذلك يُقبل أو بعضاً منه ، ولو على مضض ، خاصة ونحن في زمن التقشف مالياً ، والتمرد إجتماعياً .!

إلا أن الذي يقض مضجع كل خروف ، ويقلق نفس أي تيس ، أن الامر تعدى هذا التقليد العريق ، الى تقليعات جديدة وموضات وافدة ، حاد عنها الامر وإنحرف بها الطريق ، وذلك بعد أن تحول الخروف من مجرد ( بهيمة عجماء من بهائم الانعام ، الى انسان عاقل من سائر البشر).

وفي قلب هذا المرمى ، وبإتجاه منتصف ذاك الهدف ، فإن الامرَ، لا يحتاجُ المزيد من التوضيح ، او ضرب الكثير من الأمثلة ..!

واخيراً/ كل عام ، وعامة المسلمين بحال احسن ونوايا حسنة.

........ اوران