الظهر
12:05
الإثنين 20 مايو 2024 م

الشيخ/ بن محشي

   بواسطة : ركبان بن طاهر 2023-06-12

 

الشيخ/ حسن بن محشي ــ نائب قبيلة آل سلمة ــ

.... رجلٌ يسند ظهرهُ الى صخرة جبل حرفة ، ويدفع بكلتا يديه أمتان جبليّ الظورين ، ويتكئُبهامته على سفح جبل اوران ، يقف بكل شموخ وسط معمعة المدلهمات وعصف الملمات ، حصدبجميل صنائعه وحُسن معروفه السمعة الحسنة ، وحظي بنصيب وافر من الاحترام والتقدير لدىولاة الامر وبين كل فئات المجتمع ، فقد تعددت الخصال الحميدة في هذا الرجل العلم .*.

فإن رمت الكرم فساحة داره تنبيك عن جوده ، وفي انبساط كفيه تصاوير سخائه ، وموائد عطاءهتفتيك في كرمه .

وإن رمت الحكمة وسداد الرأي فدونك ملفات اصلاح ذات البين والتي تعدى ريعها محيط قبيلته الىأي موقع أو بين أي اقوام ، سواء داخل بلاد بلقرن تهائمها وسراتها ، أو خارجها ، فساهم كثيرا فيتحجيم الخصومات ، وساعد في تطبيب الكثير من الجراحات ، التي تحدثها المنازعات الفرديةوالقبلية ، مما جعل له التقدير لدى الجهات الرسمية قبل الشعبية.

../ وقد مان لي شرف مشاركة هذا الرجل المعلم في حل بعض الخصومات بين بعض الأسر اوالجماعات، وتعلمت منه كثيراً كيف تُدار الخصومة ويُحل الخلاف، بطرقٍ معينة لا يسلكها إلامتمرس في عمله واضح في مقاله شريفٌ في مقصده.

وإن تلمست جوانب فعل الخير وإغاثة الملهوف ، نبأك تاريخ بن محشي ، بما لابد معه أن تقف لهاحتراماً ، وتعظمُ فيه خصالاً ، وبرغم ضيق ذات اليد ، فقد بارى في هذا المجال أصحاب الاموالالكثيرة والارصدة الكبيرة ، وكم وافداً من خارج المنطقة قد نصا دار بن محشي ، وما دعاه الى ذلكسوى أنه تأمل خيراً لما سمع من سمعه طيبة وعرف من خصال حميدة في رب تلك الدار .

لديه من سعة الافق ووفرة المخزون المعرفي ، ما يذهلك وأنت تستمع له وهو يتحدث في أي جانبمن جوانب الحياة قديماً وحديثاً ، كل ذلك بلسان طليق وفكر متقد ونبرة حادة ، في أحداث التاريخ ،او قصص الأعلام ، أو رواية الشعر وخاصة منه مايسجل احداث بعينها من رخاء أو شدة ع، أو مايحث على مكارم الاخلاق وحسن المعاملة ، أو يحدد صفات الرجال وخصال الطيب ومكامن الخبث .

يصدح برأيه فيما يراه حقاً ، دون مواربة لغرض أو مجاملة لأحـد ، ويتحمل في سبيل ذلك كلالتبعات ، في زمن غلبت المجاملة على كل صنف من صنوف المعاملات ، وطغت المادة على كل جانبمن جوانب الحياة ، ترى هذا الرجل يمشي في طريق واضح وخط مستقيم ، لا تأخذه مغرياتالاهواء الى حيث يحيد عن منهجه أو يميل الى عاقلته .

.... قد لا يجانبني الصواب إذا قلت أنه من آخر الرجال النبلاء ، وذلك في محيط معين ومسافةمحددة من تضاريس " ساق الغراب " العصيبة ، وطقوس أهالي جبال السروات الصعيبة .... أحسبه كذلك والله حسيبي وحسيبه وحسب الناس جميعاً..

....... اوران

* موقف :

... هذا ليس مدحاً لرجل هو في غنى عنه ، بقدر ماهو تسجيل " موقف " نحو رجل تشبث بالعادات والتقاليد العريقة، في زمن تكاد تضمحل فيه العلوم الغانمة، إلا ما رحم ربي.