الظهر
12:05
الإثنين 20 مايو 2024 م

../ إبن مجدوع (الرجل النبيل)

   بواسطة : ركبان بن طاهر 2023-08-22

...-/ أتحرج دائماً عند الكتابة عن الاشخاص، لما لذلك من محاذير أولها أن لا اعطي الناس حقهم وآخرها أن أُتهمَ في نيتي.

….. إلا أن قلة من الرجال يفرضون علينا الحديث عنهم كتابة اومشافهة.

وبالتأكيد أن ( صاحب المعالي الشيخ عبدالله بن مجدوع ) من اوائل الرجال الذين يفرضون علينا مثل هذا الأمر.

إن ابا سلطان رجلٌ يعد في الصف الاول من صفوف النبلاء، فهو يتكيء بثقلهِ على البلاط الملكي في الرياض العاصمة ويشرف بهامته على قمم جبال السروات بقامته، ويتخذُ مابين هذا وذاك ميداناً للعطاء الذي لا ينضب وللكرم الذي لا يسأم والعمل الذي لا ينقطع.

فلأبي سلطان ومنذ عشرات السنين مآثرَ جمة وأثاراً حسنة أفرزتها اعماله الكبيرة ومناقبه الجميلة، مما جعل ولاة الامر يسندون لمعاليه المهمات الصعبة والاعمال الكبيرة، فكان اهلاً لها على المستوى الرسمي والاجتماعي.

…/ ولو أخذنا من كل علمٍ غانم للرجل بطرف لما وصلنا الى المستوى او المحتوى الذي ينصفه حقه او بعضا منه.

نعم/ فحلق القران الكريم ومكاتب الجمعيات الخيرية ودور الاسر المتعففة، وموائد الكرم ومجالس الاصلاح ومكاتب الجهات الرسمية وخاصة الخدمية منها، كل ذلك واكثر مما يصرح وبشكل جلي بأعمال ومناقب هذا الرجل الكريم، فضلاً عن تلك الايادي البيضاء التي يمدها في الخفاء لمن يحتاج مساعدة بأي طريقة كانت.

ويكفي/ أن نشير الى ماتم مشاهدته من الجميع في هذه الصيفية الاخيرة أن اول الاجتماعات واللقاءات والمناسبات الاسرية والاجتماعية التي تأتي في اطار التواصل والتكاتف وبما يصب في تنمية الروح الوطنية وتغذية الالفة الاجتماعية، كانت في قصره العامر بشفا بلقرن، وكذلك آخر تلك المناشط وفي آخر ساعات الصيفية كانت كذلك بقصره تحت مظلة كرمه وداخل سعة صدره، وليس ذلك مختصاً بوقت الصيفية فهو معنا دائما على مدار العام ان لم يكن بشخصه فبدعمه المالي او الفكري وحتى بالارشاد والتوجيه.

ولعل الافكار الخلاقة والاراء الصائبة التي يبادر بطرحا او يتبناها لمصلحة الناس وتنمية المنطقة، ومنها ما تم لمس مردوده، ومنها ماهو على الطريق بخطوات ثابته ومدروسة، يتحدث عنها المنصف ولا حرج.

كل هذه المناقب والسجايا، يزينها التواضع و تشهد لها اياديه البيضاء في الميدان الحقيقي للعمل الخيري والتطوعي والاصلاح والفزعة للرفيق والعطف على الفقير او المحتاج.

وقد رأيته يحرص على المواصلة والتواصل مع الجميع في كل المناسبات السعيدة او التعيسة، مشاركاً في الافراح ومواسياً في الاتراح، لم يمنعه المنصب الكبير أو الوزن الرسمي الاجتماعي الثقيل، من أن يجعل من ( صفته الاعتبارية ) عاملا ايجابياً وحافزاً لكل ما من شأنه ان يترجم فيه وبه الصفات الحميدة والمناقب الجميلة لمعاليه على ارض الواقع بين اهله ومجتمعه وقبل ذلك ولاة الامر والوطن، حتى كسب إحترام وتقدير الذين يختلفون معه قبل من يتفقون، مما جعل الجميع يكن له الاحترام، ويحاول ان يرد ولو بعض من الجميل لهذا الرجل الكبير.

قلتُ بعضاً مما شاهدت بنفسي او سمعت من غيري، ولا نزكي على الله احداً، وحسبنا قول بعض مما شهدنا او طرف مما سمعناه، كما يعزز ذلك توافد وضيافة الامراء والوزراء، واعيان ومشايخ القبائل من داخل المملكة وخارجها، تقديراً لأبن مجدوع واسرته الكريمة، وهو دائماً مايجير تلك المحبة وذلك التقدير لقبيلته خاصة ولبلقرن تهامة والسراة عامة، وفاءاً منه لربعه ومجتمعه.

ومثل الشيخ عبدالله بن مجدوع، غني عن مثل طرحنا هنا، وهو سليل الاسرة العريقة في المجتمع بالعلم ومكارم الاخلاق وحسن السيرة ونبل السريرة منذ قرونٍ خلت، ولازالت تنجب االرجال النجباء الذين يعتد بهم في جميع الميادين ، ولها في سجلات التأريخ الوطني والمجتمعي والقبلي خاصة ذكرٌ لا ينكره او يتحاوزه إلا من لا يقدر الرجال قدرها او يحفظ الحقوق لأهلها.

هذا / والله يتولانا جميعاً برحمته ويرزقنا ستره ومغفرته. والسلام.

غرة صفر ٤٥هـ.