الظهر
12:05
الإثنين 20 مايو 2024 م

وصفة طبية للعقلاء

   بواسطة : عايض بن سعيد 2023-06-08

((وصفة طبية للعُقلاء ))

بقلم العميد الركن م. شائح بن عبدالله القرني

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عند زيارتي لإحدى العيادات الخاصة بأحد مستشفيات القوات المسلحة بوطننا الغالي لغرض استشارة طبية وبعد الإنتهاء من الدكتور طلبت منه نصيحة لي ولمن تجاوز الخمسين من العمر مثلي فالنصيحة كانت(( تُباع، وتُشترى)) واليوم ((ببلاش)) وكما يقال شيء ببلاش ربحه بين، ولكن من يسمع ويعتبر فقال لي سعادة الدكتور. وصفة طبية من وجهة نظري الشخصية أنها وصفة "العُمر" التي يحتاج لها كل شخص وخصوصاً ممن يريدون الحياة الطيبة الهادئة في ظروف الحياة الحالية، وهذه

الوصفة لن تجدها في أكبر صيدليات العالم لأنها من النوع ((الفاخر)) التي لايشتريها إلا(( العُقلاء)) أصحاب العقول الراجحة، وهي قصيرة في كتابتها عميقة في مضمونها ومحتواها، وهي كلمة((كبر دماغك)) نعم كبر دماغك أخي الفاضل الكريم لكونك سترى في هذ الزمان الآتي :

 

*من يتعامل بالربا، والاسهم، والبورصة العالمية، ويجاهر ويفتخر بذلك والمهم في النهاية الحصول على المادة.

*من يشهد شهادة زور لكي يحقق مصالحه الشخصية ولاحرج

*من يكذب ويعرف إنه يكذب مع بلوغه من العمر عتياً ولايهمه

*من يترك الصلاة وبر الوالدين وأصبح مشهوراً لدى السفهاء في وسائل التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا وكأنه بدر الزمان

*من يلبسون السلاسل والخلاخل وربطات الأيادي والاعناق ويقلدون أهل الفجور والمشاهير التافهين الحمقا وهم يرون أنفسهم مثاليين،ولهم متابعين واجندة تدعمهم لتحقيق اهدافهم

*من يسكن أفضل القصور ويركب أفضل المراكب وهي من الحرام وهويعلم علم اليقين بأن الله ليس غافل عنه.

*من باع دينه وعرضه رجالاً ونساءً من أجل الشهرة والمال وحب الظهور.

*من أكل ورث أخوانه وأخواته ويدعى المثالية وستعرض بلبس البشوت ويتصدر المجالس ويظهر في الإعلام كفارس لايشق له غبار أو أنه ذلك الرجل التقي النقي الذي يرى نفسه ناجح في الحياة وانه أفضل من غيره لكونه أصبح لديه مالاً.

*من يغش الناس في البيع والشراءويزيد في الأسعار حتى لوكان ذلك ظلماً وجوراً والأمر لديه إنه حكيم وفطن.

*وهناك من حقق مصالحه الشخصية على حساب أخيه الشقيق أو أخيه المسلم وظَلمه، وسعى في إلحاق الضرر به ولا يهمه ويقول إن الله غفور رحيم.

*هذه الأعمال وغيرها من النوع الثقيل التي يُصبح فيها العاقل حيران.

 

 

*أما السلوكيات التي تحدث في خلال حياتك اليوميه فحدث ولاحرج مثل:

*من تراه يترك السنن الرواتب وعندما تسأله يقول تلك سنه وليست فرض وكأنه ضمن أن الفرض الذي أداه قد قُبل منه.

*من يأتي بمركبته بعد عمر طويل من عدم النظافة ثم يرمي مابداخله أمام المسجد أو امام منزل جار أو غريب ولا ضير في ذلك.

*من يمشي بجوار زوجته أو ابنته أو أخته وهن متبرجات سافرت يلبسن لباس لايرضي الله ولا رسوله ولا العُقلاء من خلقه والأمر لديه إنها الحرية الشخصية.

*من يذهب بابنه الصغير ويحلقه حلاقة الديك أو المشهور الفلاني ناهيك إنه لم ينكر على الكبير مايصنعه في تغيير خلق الله، وديدنه أن الزمن القديم انتهى ونحن في عصر الحضارة.

*من النساء الواتي حققن رغباتهن في الخُلع والطلاق لكي يبحثن عن الحرية وهن قد تسببن في ضياع الأسرة والأمة باكملها وكانوا مائلات مميلات أفسدن غيرهُن من نساء المسلمين والله المستعان وإلى الله المشتكى ونسأل العافية.

*وهناك من الفتيان والفتيات من قد شوهت أجسامهم الوشوم المحرمة التي ماانزل الله بها من سلطان.

*ومن تراه يلبس أفضل الثياب للذهاب للمناسبات ويلبس ثوب النوم اوملابس غير لائقة عندما يأتي إلى المسجد ولا يستحي من ملك الملوك الذي سيقابله.

*وهناك من يتصنع أنه تقي نقي وصالح وله رسائل في كل مكان بأنه ذلك الرجل الذي اصطفاه الله من خلقه لكن عندما تبحث عن سلوكياته وتعاملاته ستجد مالا يسرك وستعرف أن التقوى هي العمل الخفي والسر الذي يكون بين العبد وربه.

*وهناك من ينشغل بالجوال والصلاة على الجنائز في الحرم تُقام وكم فوت على نفسه من الفضل العظيم ويقول انها فرض كفاية.

*وهناك من ينتقد تصرفاتك حتى من أهل بيتك وأنت على حق وتدعُ إلى الحق ولا تريد إلا الإصلاح وماعند الله هو الباقي.

 

وغير ذلك الكثير والكثير من السلوكيات المزعجة لك في حياتك فعندما(( تكبر دماغك)) وتصلح حالك أولاً ثم تُنصح الآخرين بماتستطيع ستكون بإذن الله تعالى ممن يعيشُ حياة السعداء في الدارين وتكون الوصفة الطبية قد أدت مفعولها لك وكسبت رضى الله ثم صحتك التي هي رأس مالك ومستقبلك التي أن فُقدت منك لن تعوضها بكل ماتملك من مال، ولاجاه، ولا منصب ولا أولاد.

والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل.