الظهر
12:05
الإثنين 20 مايو 2024 م

العادات القبلية و السلم المجتمعي

   بواسطة : ركبان بن طاهر 2023-09-06

-**-

(( إن مثل العادات والتقاليد القبيلية وما يحدث فيها من بعض التجاوزات ، كمثل الثوب الابيض وما قد يقع عليه من بقع سوداء))

—-//—

فالعادات والتقاليد الحميدة في المجتمع وبالأخص المجتمع القبلي، مهابة الجانب ومصونة من العائب، تُرى في أعين الناس كـ( الثوب الأبيض ) دائماً زاهية للناظر وعصية على الهامل، على مر الازمان وتعاقب الأجيال.!

…/ ولذلك فإن أي خدش في جانبها أو ثلمة في منظومتها تحت اي ظرف أو لأي سبب، سوف يطفو على السطح وكأنه ( أمرٌ جلل ) أو  مصيبة كبرى ، لما لهذه التقاليد والاعراف من التقدير الكبير والاحترام عند الصغير والكبير.

لذا فهي كالثوب ناصع البياض ، اذا ظهرت عليه بقعة ( سوداء ) ولو كانت في منتهى الصغر أو أقل الضرر ، إلا انها تلفت انتباه الناظر وتجذب اهتمام الفاحص، ويدور حول هذه النقطة الصغيرة ألف سؤال وسؤال، ويُنسى معها او يُتجاهل الثوب الكبير وبياضه المتلألأ.

…./ ومع ذلك فيجب أن توضع دائرة محكمة الاغلاق حول تلك التقطة السوداء، لئلا يمتد أثرها ويتفشى خطرها.

إن ماقد يحدث من بعض ( الأفـراد ) من تعد على الآخرين مادياً أو أدبياً بإسم الاعراف والتقاليد القبلية البائدة والتي نفاها الاسلام قبل ١٤٠٠ سنة والتي لا تحتكم للعقل او المنطق وما يتم التلميح لها في بعض قصائد الشعراء أو نثر الجهلاء والتي تصل الى إستدعاء سلبيات الماضي ومحاولة إنزالها على صفحة الحاضر المضيئة، كإنتقاص قبيلة لأخرى أو إزدراء قوم لآخرين، لهو مزايدات من اصحاب عقول صغيرة وافكار بائسة عفى عليها الزمن وقفز فوقها العقلاء وتركها خلفهم الفضلاء، وانتضمت الوحدة الوطنية تحت راية التوحيد(لا اله الا الله محمد رسول الله).

….//…

وأذكر في هذا السياق، كما البعض ربما يذكر أنه ( عندما كان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله أميرا لمنطقة الرياض، ذهب إليه عدد من مسؤلي ورجال هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر يشتكون من هجوم بعض افراد المجتمع وبعض وسائل الاعلام على الهيئة وخاصة عند تجاوزات بعض منسوبي الهيئة والاخطاء التي لا يخلو منها أي جهاز او دائرة.. فكان رد الملك الحكيم مايلي : الهيئة ورجالها ينظر المجتمع لكم كنظرته للثوب الابيض والبقعة السوداء تخل بمنظر الثوب كله )) والملك يرسل رسالة مفادها أن (( عليكم الصبر وتحاشي ما يثير الناس ولو كان صغيراً))

…//

ويمكن أن نقيس هذا الأمر على أمر مشابه له وهو ماقد يقع من بعض افراد القبائل من تجاوزات وانحرافات بإسم النخوة والفزعة والثأر والانتقام، وهو مايقدح في المفهوم الاصلي والحال الحقيقي، لاعراف وتقاليد القبائل المتماشية مع الدين والنظام، والتي تعزز الاخوة الاسلامية والتراحم الاسري والوحدة الوطنية، كما أن ذلك لا يعطي إعتباراً للأمن الذي بيده حفظ النظام وحماية الانفس والممتلكات.!

~لا يَصلُحُ الناسُ فَوضى لا سَراةَ لَهُم

~وَلا سَراةَ إِذا جُهّالُهُم سادوا~

هذا والله الموفق